الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
ففي هذه السطور أكتب ما يسر الله لي حول تحقيق القول في "الأدعية المقيدة بأيام كدعاء يوم الأربعاء، ودعاء يوم الخميس، ودعاء يوم الجمعة".
فقد انتشر على صفحات الانترنت ما يسمى بدعاء يوم الأربعاء، ودعاء يوم الخميس وغير ذلك من الأدعية المقيدة بأيام، وألفاظ، وهذه الأدعية لا أصل لها من الكتاب أو السنة، وإن كان بعضها صحيح في معناه، فإن تقييدها بوقت معين يكون بدعة، ومن القواعد الفقهية المقررة في كتب أهل العلم ((الأصل في العبادات الحظر أو التوقف، والأصل في العادات الإباحة)).
وعلى هذه القاعدة الفقهية فإن المكلفين لا يجوز لهم أن يقبلوا على عبادة من العبادات حتى يعلموا أن الله قد أذن فيها وشرعها لهم لأن الله تعالى لا يُعبد إلا بما أراد، وقد ثبت في "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). وفي رواية مسلم(( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)).
وتقرير أدلة هذه القاعدة وبسط أدلتها مما يطول استقصاؤه، هذا بالنسبة للعبادات.
وأما الدعاء مطلقاً فلا شيء فيه ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة.
وأما العادات: فالأصل فيها الحل، فلا يمتنع المكلف عن مطعوم أو مشروب أو ملبوس أو معاملة من المعاملات إلا أن يقوم دليل شرعي على المنع.
والله الموفق والهادي.
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
5 ربيع الآخر 1432هـ