الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فالمسألة الأولى: حكم صلاة الحاجة:
اتفق الفقهاء على أن صلاة الحاجة مستحبة
واستدلوا لذلك بما أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ، ثم ليصل ركعتين ، ثم ليثن على الله ، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين»
وفي رواية ابن ماجه :« ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر»
المسألة الثانية: صفة صلاة الحاجة.
صلاة الحاجة ركعتان على الراجح من أقوال أهل العلم، وإلى هذا ذهب المالكية والحنابلة وهو المشهور عند الشافعية، وقول عند الحنفية
وقال بعضهم أربع ركعات، وهذا مذهب الحنفية.
وقال بعضهم اثنتي عشرة ركعة، وهذا قول وهيب بن الورد.
المسألة الثالثة: صفة الدعاء في صلاة الحاجة:
اختلف العلماء في صفة الدعاء في صلاة الحاجة، فمنهم من رأى أن الدعاء كما ورد في حديث عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه وفيه «ثم ليقل : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».
ورأى قوم آخرون الأخذ بالدعاء الوارد في حديث أنس رضي الله عنه ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا علي : ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذن الله ويفرج عنك : توضأ وصل ركعتين ، واحمد الله واثن عليه وصل على نبيك واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل : اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات السبع ، ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين ، اللهم كاشف الغم ، مفرج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك» وهذا حديث منكر أورده الألباني رحمه الله في الضعيفة (5287).
المسألة الرابعة: هل يجوز أن تصلى عن الغير.
صلاة الحاجة عن الغير لا نعرف فيها دليلاً، والأفضل أن يصليها الإنسان عن نفسه لما جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم « من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ، ثم ليصل ركعتين»، فهذا الخطاب موجه إلى صاحب الحاجة، وليس إلى غيره، فصاحب الحاجة يدعو بالدعاء الذي يناسب حاجته.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.